***يتحدث بعض النوبيين الذين ينتشرون في شمال السودان وجنوب مصر عن تهميش واقصاء يواجهونه منذ سنوات طويلة. ولعل الأمور بلغت مداها بظهور تنظيم نوبي مسلح يدعى حركة تحرير كوش انطلاقا من شمال السودان ويطالب بحقوق النوبيين، ويهدد بمجابهة عسكرية. وينفي في الوقت نفسه أية علاقة باسرائيل أو الولايات المتحدة التي يتهمها البعض بمحاولة تقسيم العالم العربي. في حوار صحافي، هو الأول من نوعه، لوسائل الإعلام على الإطلاق، قال المنسق العام في القيادة العامة لحركة تحرير (كوش) عبدالوهاب المحسي لـ"العربية.نت" إن الجهود التي تقودها حركته في "النضال" من أجل انصاف النوبيين، و من الطبيعي والضروري انتقال الحركة والناس المظلومين إلى المطالبة بحقهم في تقرير مصيرهم وحريتهم واستقلالهم عن الكيان الذي يظلمهم". وأضاف في خصوص النوبة المصريين بأن "ميزان تطورهم التاريخي ونضالهم الخاص والعام إضافة إلى تطور سياسة الدولة المصرية جهة المجتمعات القائمة في أقاليمها سيحدد مصيرهم"، لافتا إلى أن حركته تضم عناصر عسكرية متمرسة وأخرى حديثة العهد بالعمل العسكري، لكن أعدادهم لا ترقى للحديث عن جيش منظم. وبخصوص الجغرافيا التي يمكن أن تتحرك فيها حركة تحرير (كوش)، وإمكان نشاطها العسكري، فقد اكتفى المنسق العام في القيادة العامة للحركة، بالقول إن "هذا سؤالا استراتيجيا ذا أبعاد وسيستطيع جوابه في المستقبل القريب". وزاد بأن الحكم الذي يقصي الناس ويهمشهم ويهمش أقاليم الدولة، هو "هدف مشروع لأي كفاح شعبي أيما يكون شكل سلاحه". ولفت عبدالوهاب المحسي إلى أن المسألة برمتها "ليست بالنيات بل بتوالي الضرورات الحقوقية والنضالية وتطلبها هذا الشكل أو ذاك من أشكال الفصل والتمييز بين الحق والباطل". وتابع "أما إن وقفت القوات المصرية التي تحتل أجزاء من السودان ضد مطالب الحركة وحقوق النوبيين، فأعتقد انها ستلاقي مصير جميع التدخلات الأجنبية في العالم الحديث، وستجر الوبال على حكومتها وعلى دولتها". ورفض عبدالوهاب المحسي في حديثه لـ"العربية.نت" التحدث عن مصادر تمويل حركته، كما نفى أي ارتباط لها بالولايات المتحدة وإسرائيل. فيما يلي نص الحوار الذي اجرته العربية .نت مع المنسق العام في القيادة العامة لحركة تحرير (كوش) عبدالوهاب المحسي. تكوين حركة تحرير كوش .
*** متى تكونت حركة تحرير كوش، ولماذا اخترتم لها اسم حركة تحرير، تحرير ممن ولماذا؟
تاريخ النضال الشعبي في السودان الحالي تاريخ قديم ومتنوع، وقد وضحت أحد أشكاله بصدور الوثائق التأسيسية لحركة تحرير كوش في 2004، وهي منشورة في الوسائط الالكترونية.
وقد أنتج جدل النظم الليبرالية والعسكرية في السودان نشاط حركات التحرير التي تتطلع لمشاركة مجتمعاتها في حكم السودان وموارده وتغيير أوضاعه الحدية الضيقة، بشكل ثوري للقضاء على مربع الشر المكوّن من الإفقار والتهميش والقمع والجهل والمرض الذي تنتجه المركزة المحلية والدولية ولواحقها من تراتبات وعنصريات وصراعات، حسم الشعب السوداني بعضها لصالحه، ولكن المعركة بين قوى التحرر والتقدم المتناسق وقوى القمع والعشوائية لم تزل دائرة.
وكون تحرير كوش "حركة" فذلك معقود بمشاكلة التكوين الحركي لأشكال مختلفة من العمل السياسي والحزبي وعضويته، وهي أشكال تسود في السودان والمناطق الشمالية منه على وجه الخصوص، فالشكل الحركي للتنظيم هو الشكل الأنسب لتحقيق مقدار معين من التفاعل السياسي والثقافي بين قوى متنوعة وقوى مختلفة، ورصها على أسس نسبية خاصة وأخرى عامة، واتجاهاً إليها.
أما كون نسق الحركة هو نسق الحرية والتحرير، فذلك ضرورة لتجاوز حالات الطغيان والطاغوت والديكتاتورية المجسدة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة، واتجاه حركة التحرير ضد البنى القمعية والإقصائية في الدولة السودانية، وذلك لسبب رئيس في دستورنا وبرنامجنا أنه بدون تدمير وإزالة هذه البنى الهرمية فإن حركة الناس في مجتمعاتنا تظل صنو الإملاق والتكالب والإثرة والنزاع، لذا فلابد من بناء سوي لموازين توزيع الموارد والسلطات وقسطستها وفقا لحاجات وإسهام كل جزء من المجتمع السوداني في تكوينه ووجوده وتقدمه.
*** هل تقتصر الحركة على النوبيين فقط، وكم يبلغ عدد أعضائها؟
حركة تحرير كوش، حركة صغيرة، بسيطة الحجم، أشبه في الوجود بالنواة والبذرة والنصل، والطلقة، ولها نظرة خاصة لقضايا النوبيين في السودان، وما تعرضوا له من مظالم تاريخية متوالية حتى هذه اللحظة في وجودهم وأملاكهم وآمالهم، ولكنها، في ظل المتغيرات الثقافية، تناضل لأجل دفع المظالم ورد الحقوق إلى جماعات السودان ومجتمعاته المختلفة، كخطوة ضرورة لتأسيس بناء ديمقراطي للدولة تسع أركانه وفضاءآته مجتمعات السودان وحركة كياناتها لأجل خير الإنسانية.
والحركة في هذا النضال منتبهة إلى النتائج العنصرية والقبلية المترتبة على محاولة كثير من الإعلاميين السودانيين تحجيم حركات التحرير في السودان تحجيماً عرقياً وجهويا، وتشكيل اهتماماتها الخاصة بكيانات مناطقها تشكيلاً عنصرياً، دون نظر موضوعي إلى الدور التهميشي الذي يلعبه المركز الاقتصادي السياسي الاجتماعي والثقافي للدولة السودانية جهة أرياف السودان، وما ينتجه فيها هذا المركز من مظالم متفاقمة لا تجعل من سبيل لسكانها وللمهتمين بقضايا العدالة عامةً سوى البداية الموضوعية بالقضايا التاريخية والمحلية لمجتمعاتهم والتعامل مع جذورها وبواطنها وليس مع غشاءاتها ومظاهرها، ضداً عمليات التكريس الاقتصادي السياسي والاجتماعي الثقافي للبنية القمعية والاستنزافية للدولة المتمركزة الحالية، فوقوف أهل الأقاليم والأمصار وثوراتهم مع حقوقهم ضد طغيان الدولة ومركزة خيراتها، ليست جريمة، بل هي ضرورة لنيل الحق في الحياة الحرة الكريمة.
.
*** متى تكونت حركة تحرير كوش، ولماذا اخترتم لها اسم حركة تحرير، تحرير ممن ولماذا؟
تاريخ النضال الشعبي في السودان الحالي تاريخ قديم ومتنوع، وقد وضحت أحد أشكاله بصدور الوثائق التأسيسية لحركة تحرير كوش في 2004، وهي منشورة في الوسائط الالكترونية.
وقد أنتج جدل النظم الليبرالية والعسكرية في السودان نشاط حركات التحرير التي تتطلع لمشاركة مجتمعاتها في حكم السودان وموارده وتغيير أوضاعه الحدية الضيقة، بشكل ثوري للقضاء على مربع الشر المكوّن من الإفقار والتهميش والقمع والجهل والمرض الذي تنتجه المركزة المحلية والدولية ولواحقها من تراتبات وعنصريات وصراعات، حسم الشعب السوداني بعضها لصالحه، ولكن المعركة بين قوى التحرر والتقدم المتناسق وقوى القمع والعشوائية لم تزل دائرة.
وكون تحرير كوش "حركة" فذلك معقود بمشاكلة التكوين الحركي لأشكال مختلفة من العمل السياسي والحزبي وعضويته، وهي أشكال تسود في السودان والمناطق الشمالية منه على وجه الخصوص، فالشكل الحركي للتنظيم هو الشكل الأنسب لتحقيق مقدار معين من التفاعل السياسي والثقافي بين قوى متنوعة وقوى مختلفة، ورصها على أسس نسبية خاصة وأخرى عامة، واتجاهاً إليها.
أما كون نسق الحركة هو نسق الحرية والتحرير، فذلك ضرورة لتجاوز حالات الطغيان والطاغوت والديكتاتورية المجسدة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة، واتجاه حركة التحرير ضد البنى القمعية والإقصائية في الدولة السودانية، وذلك لسبب رئيس في دستورنا وبرنامجنا أنه بدون تدمير وإزالة هذه البنى الهرمية فإن حركة الناس في مجتمعاتنا تظل صنو الإملاق والتكالب والإثرة والنزاع، لذا فلابد من بناء سوي لموازين توزيع الموارد والسلطات وقسطستها وفقا لحاجات وإسهام كل جزء من المجتمع السوداني في تكوينه ووجوده وتقدمه.
*** هل تقتصر الحركة على النوبيين فقط، وكم يبلغ عدد أعضائها؟
حركة تحرير كوش، حركة صغيرة، بسيطة الحجم، أشبه في الوجود بالنواة والبذرة والنصل، والطلقة، ولها نظرة خاصة لقضايا النوبيين في السودان، وما تعرضوا له من مظالم تاريخية متوالية حتى هذه اللحظة في وجودهم وأملاكهم وآمالهم، ولكنها، في ظل المتغيرات الثقافية، تناضل لأجل دفع المظالم ورد الحقوق إلى جماعات السودان ومجتمعاته المختلفة، كخطوة ضرورة لتأسيس بناء ديمقراطي للدولة تسع أركانه وفضاءآته مجتمعات السودان وحركة كياناتها لأجل خير الإنسانية.
والحركة في هذا النضال منتبهة إلى النتائج العنصرية والقبلية المترتبة على محاولة كثير من الإعلاميين السودانيين تحجيم حركات التحرير في السودان تحجيماً عرقياً وجهويا، وتشكيل اهتماماتها الخاصة بكيانات مناطقها تشكيلاً عنصرياً، دون نظر موضوعي إلى الدور التهميشي الذي يلعبه المركز الاقتصادي السياسي الاجتماعي والثقافي للدولة السودانية جهة أرياف السودان، وما ينتجه فيها هذا المركز من مظالم متفاقمة لا تجعل من سبيل لسكانها وللمهتمين بقضايا العدالة عامةً سوى البداية الموضوعية بالقضايا التاريخية والمحلية لمجتمعاتهم والتعامل مع جذورها وبواطنها وليس مع غشاءاتها ومظاهرها، ضداً عمليات التكريس الاقتصادي السياسي والاجتماعي الثقافي للبنية القمعية والاستنزافية للدولة المتمركزة الحالية، فوقوف أهل الأقاليم والأمصار وثوراتهم مع حقوقهم ضد طغيان الدولة ومركزة خيراتها، ليست جريمة، بل هي ضرورة لنيل الحق في الحياة الحرة الكريمة.
.