انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى لكل الاخوة الافاضل و اسم المنتدى ليس حكر لفئه معينه المنتدى للجميع فمرحبا


    حضارة النوبه

    admin
    admin
    Admin
    Admin


    حضارة النوبه I3yu0p
    الدولة : السودان
    ذكر
    عدد الرسائل : 727
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : 23/11/2008

    بطاقة الشخصية
    moha:
    حضارة النوبه Left_bar_bleue1/1حضارة النوبه Empty_bar_bleue  (1/1)

    حضارة النوبه Empty حضارة النوبه

    مُساهمة من طرف admin السبت 21 فبراير 2009 - 15:16

    حضارة النوبه


    [size=21]قالوا عنها.. أنه لا شيء في عالمنا يعادل حلاوة صباحها وأمسياتها. إن استنشاق هوائها جزء من الرفاهية، بإمكاننا الرؤية فيها لدرجة القراءة على ضوء القمر دون مصابيح. في النوبة.. الهواء ساكن، أوراق الشجر لا تتحرك، لسنا بحاجة لطلب "السكون" فالطبيعة النوبية دائماً في نشوة. إذا قلنا أن الطبيعة هناك ساحرة، فإننا نظلمها. إنها فاتنة تفوق الخيال.

    في عام 1819 كتب الرحالة "جون لويس بورخارت" John Lewis Burckhardt أو "سيدي إبراهيم المهدي الإنجليزي" كما أطلق عليه الجبرتي، ذكرياته عن النوبة التي زارها عام 1813. واستطاع بنجاح أن ينقل لنا معلومات غاية في الأهمية عن قبائل النوبة وأنشطتهم وطريقة حياتهم، حتى المعابد والآثار القديمة وشرح مفصل للتركيبة السكانية للنوبة.

    إن كلمة "نوبة" هي اصطلاح حضاري يطلق على منطقة من وادي النيل يتكلم سكانها مجموعة اللغات النوبية. وكلمة "النوبة" مشتقة من الكلمة المصرية القديمة "نوب" بمعنى الذهب – وإن اختلف على تلك التسمية بعض العلماء – كما اختلفوا في تاريخ ونشأة لغات سكانها. وقد أطلق عليها ملوك مصر القديمة هذا الاسم لأنها كانت تمتلئ بمناجم الذهب والمعادن النفيسة. وقد أدى هذا إلى نزوح الكثير من سكان وادي النيل إلى جنوب مصر للاستفادة من ثرواتها، كما كان سبباً في تعرض بلاد النوبة إلى الحملات العسكرية منذ فجر التاريخ.

    والنوبة جزء لا يتجزأ من وادي النيل وحضارته على مر العصور. وهي تقع في المنطقة الممتدة من الشلال الأول حتى الشلال الرابع، ويقسمها البعض إلى نوبة سفلى ونوبة عليا، أما السفلى فهي المصرية، وتمتد حوالي 325 كيلو متر من جنوب مدينة أسوان حتى الشلال الثاني عند وادي حلفا. أما النوبة العليا فهي من نصيب السودان. وفي عصور ما قبل التاريخ كان الجنس الذي يسكن في النوبة السفلى جنوبا حتى الشلال الثاني، يشبه تماما ذلك الجنس الذي يسكن إقليم مصر، ولم يكن من الممكن تمييز أي اختلافات بينهما في مستوى الثقافة العام أو اللهجات والعادات والشعارات المشتركة بينهما. على أن توحيد القطر الجنوبي والقطر الشمالي في مصر تحت حكم ملوك مصر القدماء في الأسرتين الأولى والثانية قد أعطى دفعة قوية إلى ثقافة القطر الشمالي التي كانت تفتقر النوبة إليها.

    ومنذ ذلك الوقت، أصبح في الإمكان معرفة الفرق بين الثقافات المختلفة بين هذين القطرين، وأضحى ذلك واضحاً جلياً عندما ارتقت الحضارة المصرية ودخلت عصر بناء الأهرامات. أما النوبة فقد ظلت من الناحية العملية خامدة مجهولة فيما أخذت مصر تتقدم بسرعة. وبذلك أصبح التقسيم بينهما ظاهراً. ونتيجة لذلك أصبح المصري في الأيام الأخيرة من عصر الدولة القديمة، وكما نرى على المعابد مراراً وتكراراً أن النوبي كان يُعتبر بربرياً وغير متحضر بالنسبة لسكان الشمال.

    النوبة في العصر القديم:

    كان حكام مصر يرون أن بلاد النوبة مجهولة لابد من الولوج فيها والسيطرة عليها وإخضاعها، بغية الاتصال بالسودان والانتفاع بمنتجاتها وخيراتها. بيد أن رحلات أمراء ونبلاء جزيرة الإلفنتين المستمرة إلى بلاد النوبة قد جعلت الشعب المصري يتعرف تدريجياً على خصائص تلك البلاد الواقعة وراء الشلال الأول.

    ولقد تغيرت كل هذه الأحوال أثناء الحقبة المأسوية التي أعقبت سقوط الدولة القديمة. ولم تعد مصر في مركز يمكنها من تأكيد حتى سيطرتها المعتدلة على المنطقة الواقعة جنوبي الشلال، والتي كان يسيطر عليها حراس باب الجنوب التابعين للدولة القديمة. وبالإضافة إلى ذلك، أخذ تغيير كبير يطرأ على سكان النوبة السفلى نتيجة لاندماج قبائل من أقصى جنوب إفريقيا الوسطى في الشعب النوبي. ووفقاً لذلك نجد في إبان عصر الدولة الوسطى حينما أصبحت مصر من جديد قادرة على تأكيد سلطتها وسيادتها، لم يعد للنوبة السفلى خيار سوى الاعتراف والرضوخ للمطالب المصرية في هذه السيادة. وكان ملوك الأسرة الثانية عشرة لديهم ما يكفي من أسباب القوة ما مكنهم من دحر القبائل الجنوبية التي حاولت الاندماج في النوبة، وإبقائهم بعيداً عن حدود مصر الطبيعية، ولم يستتب الأمر إلا في عهد الملك "سنوسرت الثالث" حيث امتدت الحدود بصفة دائمة حتى منطقة سمنة شرق وسمنة غرب فوق الشلال الثاني.

    وحدث أثناء غزو الهكسوس لمصر أن انتهزت النوبة السفلى بطبيعة الحال ضعف مصر لاستعادة حريتها، وحينما بدأت حرب الاستقلال التي انتهت بطرد الهكسوس. نجد أن مصر قد اضطرت إلى القتال في جبهتين مختلفتين وخضعت لغزو النوبيين من جديد. بيد أن هذا الموقف التعس قد صحح تدريجيا على أيدي ملوك مصر الحربيين في الأسرة الثامنة عشرة، حيث نجد بحلول عصر أمنحتب الثالث أن الحدود المصرية قد امتدت جنوباً حتى نباتا عند الشلال الرابع.

    وانتشرت الثقافة والفنون المصرية حتى شملت كل تلك المنطقة، ولكن ما لبثت أن انفصلت الولاية النوبية عن مصر أثناء حكم الأسرة الواحدة والعشرين الضعيفة. ولما ازدادت مصر انقساماً وأصبحت نهبة لصراع قاتل، قام "بي عنخي" أحد ملوك إثيوبيا بغزو البلاد كلها والتغلب عليها. وتحدثنا النقوش عن الكفاح المرير الذي قام بين المصريين والملوك الكوشيين، حيث رأوا فيهم العدو الخطير، مما اضطرهم إلى إقامة الحصون القوية على طول الطريق بين أسوان والجندل الثاني وزودوها بالحاميات، وحرموا على الزنوج أن يعبروا هذا الجندل إلى الشمال إلا في حالات التجارة فقط.

    ومنذ عصر الدولة الحديثة انضمت النوبة العليا والسفلى حتى الجندل الرابع جنوباً إلى حدود مصر وأصبحت جزءاً منها، كما تأثرت النوبة تماما بالثقافة المصرية وتعبدت بآلهتها، وانتشرت المعابد المصرية التي كانت بمثابة مراكز دينية وثقافية. ولكن دوام الحال من المحال، فعندما قويت شوكة بعض النبلاء النوبيين في مطلع القرن الثامن قبل الميلاد، انتهزوا فرصة الاضطرابات والتدهور السياسي الذي حاق بمصر، وعملت على السيطرة الكاملة على جميع مناطق بلاد النوبة. ولم يكتف هؤلاء النبلاء بما حققوه ولكنهم امتدوا بأبصارهم نحو الشمال، وعملوا جاهدين لتحقيق حلمهم والاستيلاء على عروش المصريين، إلا أن دولة آشور بعد استيلاءها على مصر هزمت الملك "طاهرقا" الذي ولى هاربا إلى عاصمته الجنوبية "نباتا". وبعد أن تولى "تانوت آمون" ابن "طاهرقا" الحكم استطاع أن يجمع حوله المصريين في مصر العليا وزحف إلى منف وهزم الآشوريين، ولكنه هُزم في معركة أخرى وطرد من مصر لينتهي حكم النوبيين، الذين استقروا في نباتا ولم يحاولوا الرجوع إلى مصر مرة أخرى. واستمرت دولة نباتا لمدة ثلاثة قرون تشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخ السودان القديم، ولم يلبث أن انتقل الحكم إلى مملكة "مروي" في سنة 300 قبل الميلاد.

    وتحت حكم البطالمة، تغلغل الحكام في بلاد النوبة السفلى، وكانت سياستهم فيها تتلخص في الاحتفاظ بالمناطق الجنوبية التي أطلقوا عليها اسم "دوديكاشينوس"، وهي المنطقة التي تشمل مدن (دابود، تافا، كلابشة، جرف حسين، الدكة، كوبان، قورته، والمحرقة). ومن القصص الظريفة التي أوردها "ديودوروس" الصقلي، أن كهنة آمون في نباتا إذا ضاقوا ذرعاً بأحد ملوكهم هناك فإنهم يرسلون إليه رسولاً يخبره أن الإرادة الإلهية تحتم عليه قتل نفسه، وقد لقي بعض الملوك حتفهم بهذه الطريقة. وحينما حاول الكهنة تنفيذ هذا المخطط الخبيث مع الملك "أركامون" ملك نباتا، رد عليهم بطريقة انتقامية قتل فيها عدد كبير منهم.

    وفي العصر الروماني، ساعدت النوبة صعيد مصر كثيراً حينما كانوا يثورون على الرومان، وقاموا بدورهم بعدة ثورات كبيرة وهاجموا فيها صعيد مصر وتغلبوا في بعضها على القوات الرومانية. ولكن القائد الروماني "بترونيوس" التقى بهم على رأس جيش عظيم وحاصرهم في قلعة "إبريم" واستولى عليها وطاردهم ودمر نباتا تماماً ونهب كنوزها وآثارها، ولكن النوبيين استعدوا بعد عامين، وقادت ملكتهم الشهيرة "كانديس" جيشا ليقابل القائد الروماني "بترونيوس" عند قلعة إبريم، ولكن عدم التكافؤ اضطر "كانديس" إلى طلب الصلح

    345345
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 14 مايو 2024 - 8:21